من الأدعية المأثورة عن سيدي محمد بن عزوز البرجي رضي الله عنه:   اللهم ارحمني إذا وَاراني التُراب، ووادعنا الأحباب، وفَارقنا النَّعيم، وانقطع النَّسيم، اللهم ارحمني إذا نُسي اسمي وبُلي جسمي واندرس قبري وانقطع ذِكري ولم يَذكرني ذَاكر ولم يَزرني زَائر، اللهم ارحمني يوم تُبلى السرائر وتُبدى الضمائر وتُنصب الموازين وتُنشر الدواوين، اللهم ارحمني إذا انفرد الفريقان فريق في الجنة وفريق في السعير، فاجعلني يا رب من أهل الجنة ولا تجعلني من أهل السعير، اللهم لا تجعل عيشي كدا ولا دُعائي ردا ولا تجعلني لغيرك عبدا إني لا أقول لك ضدا ولا شريكا وندا، اللهم اجعلني من أعظم عبادك عندك حظا ونصيبا من كل خير تقسمه في هذا اليوم وفيما بعده من نور تهدي به أو رحمة تنشرها أو رزق تبسطه أو ضر تكشفه أو فتنة تصرفها أو معافاة تمن بها، برحمتك إنك على كل شي قدير، أصبحنا وأصبح كل شيء والملك لله، والحمد لله، ولا اله الا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير

حمل كتاب مواهب الكافي على التبر الصافي

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين


- كتاب: مواهب الكافي على التبر الصافي.

 [في نظم الكتاب المُسمى بالكافي في عِلمي العروض والقوافي]

- تأليف: العلاّمة الشيخ إبراهيم بن محمد الساسي بن عامر السوفي.
- الناشر: مطبعة بيكار وشركاه – تونس.
- رقم الطبعة: الأولى.
- تاريخ الإصدار: 1323هـ.
حالة النسخة: مفهرسة.

رابط التحميل


حول الكتاب الذي يُعرض لأول مرة:

" مواهب الكافي على التبر الصافي في نظم الكتاب المُسمى بالكافي في علمي العروض والقوافي" للعلامة إبراهيم بن محمد الساسي بن عامر السوفي، الذي هو في الأصل شرح للكتاب الذي وضعه الشيخ المولود بن الموهوب مفتي قسنطينة بعنوان : '' التبر الصافي في نظم الكتاب المسمى بالكافي'' وقد طبع شرح العوامر هذا بتونس سنة 1323هـ، (وهو كتابنا اليوم).

أوله:

"يقول العبد المفتقر إلى مولاه المنان اللطيف، إبراهيم بن محمد الساسي بن عامر السوفي الوادي الشريف، بعد حمد الله والصلاة والسلام على نبيه الأواه وآله وأصحابه والتابعين وكل من والاه، إني كنت مشتاقا إلى نظم الكافي المُسمى بالتبر الصافي فيسره الله بعد ما كدت أيأس من  التلاقي فمتعت نظري به وبما انطوى عليه من المحاسن، فوجدته عسلا مصفى وماء غير آسن، فجازى الله مؤلفه خيرا عما أودع فيه من الفرائد..."

آخره:

"... وهذا آخر ما يسر الله جمعه لعبد ربه إبراهيم بن محمد بن محمد بن عامر السوفي الوادي الشريف كان الله له ولوالديه ولجميع مشايخه وكافة أقاربه آمين والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على حبيب الله المبعوث رحمة للناس أجمعين وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين، وكان الفراغ من هذه الكلمات عشية يوم الخميس الثاني والعشرون من جمادي الآخرة عام 1322 اثنين وعشرين وثلاثمائة وألف هجرية على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التحية آمين".

*.*.*

وآخر الكتاب رسالة كما هو مدون " للعالم العلامة والحبر الفهامة المرتجي عفو ربه الباري الشيخ سيدي محمد البخاري بن الشيخ الصادق بن الشيخ المبارك بن الشيخ عمار العقبي الزراري الإدريسي الشريف" الآتية ترجمته وهي تقريظ لكتاب (مواهب الكافي).

أورد الأستاذ عبد الحليم صيد في كتابه معجم أعلام بسكرة ترجمة وافية للشيخ المذكور (محمد البخاري بن الصادق بن المبارك الزراري الإدريسي الحسني العقبي، مع إضافة القالمي، عالم فقيه صوفي مدرس مؤلف شاعر ولد عام [1850م/ 1265هـ] ببلدة سيدي عقبة التي فيها تعلم واجتهد حتى بلغ مرتبة العلماء الفحول، ترك آثارا علمية أغلبها مخطوط مفقود، نذكر منها "رسالة كشف اللثام فيما شغل قلوب الخواص والعوام" تتكون من 24 صفحة وموضوعها إثبات حلية شحوم وشموع وزيوت ومصنعات أهل الكتاب.


 وصفه العلامة الشهير النبهاني بقوله (العلامة الأكمل الأفضل...)، اشتغل بالتدريس كمتطوع بمسجد الصحابي الجليل سيدي عقبة بن نافع رضي الله عنه، سنوات عديدة، وتولى قضاء المدينة وتم عزله بسبب مواقفه المتشددة مع الاحتلال الفرنسي، وهو من معاصري الشيخ إبراهيم العوامر وكانت تربطه معه علاقة وطيدة وله أمداح شعرية كثيرة منشورة في آخر كتاب (مواهب الكافي) للعوامر ...

انظر كتاب [معجم أعلام بسكرة] للأستاذ عبد الحليم صيد حفظه الله - ص/ 184 الصادر عن دار الهدى – عين مليلة 2012.

ترجمة المصنف:

 أبو محمد بن إبراهيم بن محمد الساسي بن عامر السوفي الشهير بالعوامر.


[1881- 1934م / 1298- 1353هـ]

هو العلامة الشيخ إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن عامر الملقب بالعوامر، أبو محمد السوفي من شيوخ العلم ورجال القضاء الشرعي بوادي سوف، له اشتعال بالفقه والتاريخ، تعلم ببلده وبتونس، درّس وأفتى، وكان من أتباع الطريقة القادرية من آثاره(( الصروف في تاريخ الصحراء وسوف)) طبع (1977) و((مواهب الكافي على التبر الصافي في نظم الكتاب المُسمى بالكافي في علمي العروض والقوافي)) طبع(1323) و((حد السِّنان في عنق المنكر لخالد بن سينان)) و(( النفحات الربَّانية على القصيدة المدنية)).

المرجع:

كتاب معجم أعلام الجزائر، ص: 181، الطبعة الثانية 1400هـ/1980، مؤسسة نويهض الثقافية للتأليف والترجمة والنشرـ بيروت.


تكملة الموضوع

حمل كتاب المدينة والريف في الجزائر القديمة

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين


- كتاب: المدينة والريف في الجزائر القديمة.

- السلسلة: أعمال الملتقى الوطني الأول المنعقد يومي 06-07- نوفمبر، 2013.

[جامعة معسكر – قسم العلوم الإنسانية، فرع الآثار]

- الناشر: منشورات جامعة معسكر – الجزائر.
- المؤلف: جماعي.
- تنسيق: الدكتورة مقرانطة بختة.
- طباعة: الرشاد للطباعة والنشر/ سيدي بلعباس / الجزائر.
- حالة النسخة: مفهرسة.

رابط التحميل


في هذا الكتاب:

المنشآت المعمارية الرومانية في مدينة تيفست.
المنطقة الريفية والمنطقة الحضرية في جنوب نوميديا.
المرافق الأساسية للمدن الرومانية بالجزائر.
دراسة مقارنة للمسرح الروماني في الجزائر القديمة.
تطور التجمعات السكانية في مناطق سهل الشلف.
لمحة عن مختلف المنشآت الفلاحية في منطقة قالمة.
التوسع العمراني للرومان في شمال إفريقيا.
الوسط الطبيعي وتقنيات القلع وأثرهما على تصنيف المدافن النوميدية المبكّرة.
محاولة رصد جوانب من تاريخ ووقائع مدن قديمة بالغرب الجزائري.
التظاهرات الأولى للعصر الحجري الحديث في الجزائر.
العصر الحجري الحديث في الصحراء الوسط.
الزراعة في منطقة الصحراء الوسطى خلال العصر الحجري الحديث.
دور المرأة في المجتمعات الرعوية خلال فترة ما قبل التاريخ.
موسوعة الفلاحة الأفريقية.
سياسة روما الزراعية في الجزائر القديمة.
الأنظمة والتقنيات المائية في الفترة القديمة بإقليم الزاب الشرقي وجنوب الأوراس.
المصابيح القيصرية.
البدو في الجزائر ودورهم خلال العصور القديمة.
التجمعات القبلية الكبرى في المملكة النوميدية.
المثاقفة ودورها في الحراك الفكري في المغرب القديم.

إضافة إلى أربعة بحوث باللغة الأجنبية.
تكملة الموضوع

حمل كتاب الشهود الحضاري للأمة الوسط في عصر العولمة

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين


- كتاب: الشهود الحضاري للأمة الوسط في عصر العولمة.

 [دراسة في أهمية التجديد الثقافي والتربوي والتعليمي]

- تأليف: الدكتور/ عبد العزيز برغوث.
- رقم الطبعة: الأولى – أبريل 2007م، ربيع الأول 1428هـ.
- الناشر: وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، «سلسلة روافد» – دولة الكويت.
- حالة النسخة: منسقة ومفهرسة.

رابط التحميل


حول الكتاب والمصنف:

كتاب «الشهود الحضاري للأمة الوسط في عصر العولمة» للدكتور الجزائري عبد العزيز برغوث أستاذ الدراسات الحضارية في الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا، ومدير مجلة «الإسلام في آسيا» وصاحب مؤلفات كثيرة في الفكر الحضاري، طبعته وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، ضمن مشروع «روافد» الثقافي الفكري الذي أطلقته إدارة الثقافة الإسلامية بالوزارة انطلاقا من سعيها الحثيث على المساهمة في صناعة المناخ الثقافي الإسلامي، القادر على رسم خطوط فكرية واضحة المعالم.


يأتي هذا الكتاب في 230 صفحة من القطع الصغير، تحمل في طياتها خمسة فصول كل فصل يحتوي على مجموعة من المفاهيم ذات الصلة بموضوع الكتاب الذي يعتبر في جملته وصلة من وصلات بناء جسور فكرية وقواعد إسلامية قويمة نابعة من قيم إسلامية أصيلة من الاستجابة للتحديات، والهدف في الأساس إلى ترسيخ قيم التعددية والتنوع والاختلاف البناء في دائرة الفكر الإسلامي، والكتاب نقلة فكرية نوعية في فلسفة اعتماد مقاصد القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وأقوال العلماء وفتاواهم في فهم الخطاب الإسلامي وتنزيله، وانتهاج أسلوب ومنهج الوسطية مع ضرورة التأكيد على الوعي بالآخر في بيئة التفكير الإسلامي مع عدم تجاهله وتهوين قدره واحتقار حضارته، والدعوة إلى التعايش والتعاون على البر والتقوى وعدم سد المسارات أمام التقدم الحضاري الإسلامي، والانتقال بالفكر الإسلامي المعاصر من مستوى الإسهام إلى طور الإشعاع والريادة والمشاركة، مع التركيز على ضرورة التعامل مع معطيات العولمة وفق مناهج وخطط موضوعة بعناية عبر نمطية أو منهجية وتكيفها بما يحقق سبل الاكتفاء الهادف والمنشود.

والكتاب يكشف عن حقائق مهمة بأن الأمة بحاجة إلى استنهاض قواها واستفسار طاقتها البشرية والمادية للدخول في دورة حضارية شهودية عالمية.


وهو يعرض لمفاهيم وحقائق حول مصطلح «الأمة الوسط» بكل ما يحمله هذا المفهوم، وان تتوجه الأمة لتتعامل بإبداع وموضوعية مع آمالها وآلامها بغية الوصول إلى المسالك الأكثر ايجابية وأصالة ويركز الكتاب على حقائق مهمة عن العولمة ومقارنة بين المذاهب الغربية التي اتخذت العولمة سبيلا لها وبين المناهج الإسلامية فإنها وكما يقول الكاتب تمتلك دنيا ودينا، مع أمل الكاتب بأن تنتقل الأمة من حالة الركود إلى حالة الشهود.
تكملة الموضوع

حمل كتاب عدة البروق في جمع ما في المذهب من الجموع والفروق

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين


- كتاب: عدة البروق في جمع ما في المذهب من الجموع والفروق.
- تأليف: أبو العباس أحمد بن يحيى الونشريسي التلمساني.
- دراسة وتحقيق: حمزة أبو فارس.
- رقم الطبعة: الأولى - 1410هـ / 1990م.
- الناشر: دار الغرب الإسلامي – بيروت، لبنان.
- حالة النسخة: منسقة ومفهرسة.

رابط التحميل


حول الكتاب والمصنف:

كتاب عدة البروق في جمع ما في المذهب من الجموع والفروق للإمام العالم العلامة، المصنِّف الأبرع، الفقيه، حامل لواء المذهب المالكي في عصره، حجة المغاربة على الأقاليم أبو العباس أحمد بن يحيى بن محمد بن عبد الواحد بن علي الونشريسي، التلمساني المنشأ والأصل، الفاسي المنزل والمدفن كان عالماً يشار إليه بالبنان، ووصف بأنه أحاط بمذهب مالك أصوله وفروعه.. و«عدة البروق» يعد من أمهات كتب الفقه ومرجعاً مهماً في مقاصد الشريعة الإسلامية لاحتوائه على عدد ضخم من الفروق التي تبين العلل في اختلافات الأحكام بين المسائل، وهو موضوع قل فيه التأليف بصورة عامة في الفقه الإسلامي وفي المذهب المالكي خاصة.

وقد اعتمد المؤلف في هذا الكتاب على مصادر كثيرة ورجع إلى أمهات كتب الفقه، وقد أشار المؤلف رحمه الله إلى ذلك بقوله: «... يُستعان به على حلّ كثير من الـمُناقضات الواقعة في الـمدونة وغيرها من أمهات الروايات»، ومما يمكن استفادته من هذا أيضا، أنَّ صاحبه لم يُؤلفه إجابة عن سؤال سائل، أو تلبية لطلب طالب، أو عالم، أو سلطان أو ما شابه ذلك، وإنما كان منه نتيجة لما جمعه وقيده، وأصل هذا الكتاب أربع نسخ عن المخطوطة، جعل المؤلف إحداها أصلاً لوضوحها وقلة أخطائها بالقياس للنسخ الأخرى وقام المحقق بنسخ الكتاب كاملاً بالرسم الإملائي المتعارف عليه اليوم وقابل النسخ الخطية على الأصل وأكمل النقص الموجود في الأصل من النسخ الأخرى، بدأه  بكتاب الطهارة وختمه بكتاب الجراحات والديات.

كما قام بتخريج الآيات القرآنية وأثبت اسم السورة ورقم الآية، كما تم تخريج الأحاديث النبوية والآثار التي ذكرها المصنف والإشارة إلى صوتها من كتب الأحاديث المعتمدة، وترجم المحقق للأعلام مبيناً أشهر شيوخهم وتلاميذهم ومؤلفاتهم وسنة وفاتهم، كما شرح بعض المفردات اللغوية الواردة في الكتاب ووضع آخر الكتاب فهارس تفصيلية للآيات والأحاديث والأعلام والموضوعات والشواهد.

ومما يزيد من قيمة هذا الكتاب وأهميته، استفادة العلماء الذين جاؤوا من بعده كأبي عبد الله محمد بن أبي القاسم السّجلماسي (ت1057هـ)، الذي صرح أنه قد نقل منه في كتابه: «شرح اليواقيت الثمينة فيما انتمى لعالم المدينة»، وأبي عبد الله محمد بن أحمد بن محمد الفاسي الشهير بميارة (ت1072هـ) في كتابه: «الإتقان والإحكام في شرح تحفة الحكام»... وغيرهم.

*.*.*

طبع الكتاب بدار الغرب الإسلامي، تحقيق حمزة أبو فارس، الطبعة الأولى(1410هـ - 1990م).
تكملة الموضوع

حمل كتاب تاريخ الأدب العربي عصر الدول والإمارات - الجزء العاشر

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين


- كتاب: تاريخ الأدب العربي: عصر الدول والإمارات - الجزء العاشر.

[الجزائر ـ المغرب الأقصى ـ موريتانيا ـ السودان]

- تأليف: د.شوقي ضيف.
- الناشر: دار المعارف - شارع كورنيش النيل - ماسبيرو – القاهرة.
- تاريخ الإصدار: 1995.
- رقم الطبعة: الأولى.
- حالة النسخة: منسقة ومفهرسة.

رابط التحميل



نبذة من مقدمة المؤلف:

"هذا الجزء هو العاشر والأخير من سلسلة "تاريخ الأدب العربي" خاص بالجزائر والمغرب الأقصى وموريتانيا والسودان بدأته (يقول المؤلف)  بالحديث عن الجزائر وجغرافيتها وتاريخها القديم أيام الفينيقيين والرومان والوندال والبيزنطييّن وولاتها أيام الدولتين الأموية والعباسية، وتبعية القسم الشرقي منها لتونس أيام الدولة الأغلبية وتأسيس الإباضيين للدولة الرستمية في تاهرت بالمغرب الأوسط... ثم انتقلت إلى المغرب الأقصى فتحدثت عن جغرافيته وتاريخه القديم زمن الفينيقيين والرومان والبيزنطيين والقوط، وأتمَّ العرب فتح المغرب الأقصى ونشر الإسلام به في الأعوام السبعين المتممة للقرن الأول الهجري... وتحولت إلى موريتانيا فعرضت جغرافيتها وسكانها من قبائل صنهاجة الصحراوية ونفوذ الإسلام إليهم منذ عقبة بن نافع رضي الله عنه وقيام إمارة لهم في "أودغشت" حتى منتصف القرن الرابع الهجري ونزول الشيخ عبد الله بن ياسين بينهم وتسميته لهم باسم المرابطين ودفعه لهم للجهاد في السودان الغربي... ومضيت إلى السودان وتحدث عن جغرافيته وتاريخه القديم وعلاقته بمصر الفرعونية منذ عهد الأسرة الأولى، وكانت أراضى السودان في حوض النيل تسمى أرض النوبة...

... ومصادر كثيرة قديمة وحديثة أفدت منها فوائد شتى في تأليف هذا الجزء، خاصة ما كتبة الأعلام المعاصرون في كل بلدة من البلدان عن الحياة الأدبية فيه، إذ كانت لي منارات تهديني الطريق.

وبذلك انتهت هذه السلسلة المستوعبة بأجزائها العشرة دراسة تاريخ الأدب العربي وأعلامه من الشعراء والكُتاب قبل العصر الحديث، وعنيت بأن أعرض لكل أديب روائع أدبه، وذكرت بجانب ذلك أعلام الفلسفة والعلوم المتنوعة من علوم الأوائل والعلوم الإسلامية والعلوم العربية والتاريخ في كل بلد عربي على مر الزمن، وبذلك تحمل هذه الموسوعة تاريخ الأمة العربية الأدبي والفلسفي والعلمي والحضاري قبل العصر الحديث، مبتغيا بذلك  خدمة العروبة والإسلام، والله ولي الهدى والتوفيق".

القاهرة في أول سبتمبر سنة 1995م. شوقي ضيف.

ترجمة المصنف:

د. شوقي ضيف [13 يناير 1910 - 13 مارس 2005]


أحمد شوقي عبد السلام ضيف الشهير "بشوقي ضيف" أديب وعالم لغوي مصري والرئيس السابق لمجمع اللغة العربية المصري، ولد في يوم الثالث عشر من شهر يناير عام 1910 ميلادي في قرية أولاد حمام بمحافظة دمياط شماليّ مصر، يُعد علامة من علامات الثقافة العربية، ألف عددا من الكتب في مجالات الأدب العربي، وناقش قضاياها بشكل موضوعي.

أعماله:

ألف الدكتور شوقي ضيف حوالي خمسين مؤلفا، منها:

1. سلسلة تاريخ الأدب العربي، وهي من أشهر ما كتب استغرقت منه ثلاثين عاما شملت مراحل الأدب العربي منذ خمسة عشر قرناً من الزمان، من شعر ونثر وأدباء منذ الجاهلية وحتى عصرنا الحديث، سردها بأسلوب سلس، وبأمانة علمية، وبنظرة موضوعية وتعتبر هذه السلسلة هي مشروع حياته بحق وقد بلغ عدد طبعات أول كتاب في السلسلة (العصر الجاهلي) أكثر من عشرين طبعة.
2. نشر وحقق كتابه الرد على النحاة لابن مضاء، وأخرجه من بين المخطوطات القديمة، ودرسه وأعاد نشره، وهو كتاب ألفه ابن مضاء في النحو، يلغي فيها أمورا رأى أنها عقدت النحو العربي وجعلته صعب الفهم.
3. كتاب تجديد النحو.
4. كتاب تيسيرات لغوية.
5. كتاب الفصحى المعاصرة.

وآخر ثلاثة كتب تتكلم عن فكرة تجديد قواعد النحو وتبسيطها، لتصبح أسهل بالتعامل، وأن تبعد الضجر عن المتعلمين لها وقد أخذت عليها بعض المآخذ، لكن ذلك لم يضر بجودة المشروع بشكل عام أغلب مؤلفاته القابلة للتحميل: العصر الجاهلي العصر الإسلامي العصر العباسي الأول عصر الدول والإمارات (الأندلس) والإمارات (الشام) عصر الدول والإمارات (الجزائر ـ المغرب الأقصى ـ موريتانيا ـ السودان) الفن ومذاهبه في الشعر العربي الشعر وطوابعه الشعبية على مر العصور الحب العذري عند العرب في التراث والشعر واللغة في الشعر والفكاهة في مصر النقد الأدب العربي المعاصر في مصر البحث الأدبي البلاغة تطور وتاريخ تحريفات العامية للفصحى المدارس النحوية تيسيرات لغوية محاضرات مجمعية من المشرق والمغرب.

مكافآت ومناصب:

كان الدكتور شوقي ضيف عضوا في مجمع اللغة العربية في سوريا، وعضو شرف في مجمع الأردن والمجمع العراقي ونال أكثر من جائزة، منها جائزة مبارك للآداب عام 2003، وجائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 1979، وجائزة الملك فيصل العالمية في الأدب العربي عام 1983 كذلك منح دروعا من عدة جامعات كالقاهرة والأردن وصنعاء.

وفاته:

وبعد حياة حافلة بالإنجازات والإسهامات الجليلة، ووسط صمت وتجاهل معهودين تسلل راحلا عن عالمنا عصر الخميس 13-3-2005 عن عمر يناهز 95 عاما، وشيعه لفيف من أهل العلم والفكر والأدب مساء اليوم التالي.
تكملة الموضوع

ترجمة العلامة الشيخ الطاهر شريف بن أحمد البرجي

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين


الشّيخ الرّبّاني العارف باللّه الطاهـر شَريف بن أحمد البرجـي 1899م ـــ 1967م.

عُرف بـ: "سي الطاهر بن الشريف" [أحدُ أعلام بلْدَة بُرج بـنْ عَزوز]

بقلم الشاعر الأستاذ: أحمد جَلال البرجي.

توطئة:

أيّها القائد في طريق الحقّ بمنهج الصّدق لقطع حبل الجهل والرّقّ،  أيّها الرّجل السّخـيّ الوقـور المــهاب أيّها الحـامـد الشّـاكــر لـربّـك الـكـريم الـو هّـاب، أيّـهـا المـقـيم الـعابـد الـقـائـم الـسّــاجــــد، أيّـهـا القـرآنـيّ الـفـهــيـم أيّـهـا الـفـقـيـه الـحـلـيـم، أيّـهـا السّـنّـيّ الـمـربّــي على هـدْي الـنّـبـيّ ومـنـهـج ربـّـي ما أوفــركــم حـظّـا أيّـهـا الـرّجل الأمـين ! مـا أضْـيـعَ الـعـمــر الذي لــم يُـقـضَ في عـلـمٍ وديـــــــــــــن !.

مولده وتعليمه:

ولـد الـطّـاهـر شـريف مِن رحـم بـلـدة بـرج بـن عـزوز، مِـن أبـويـْن كـريـمـيـن يـنـتـمـيان إلى عـائـلـة مـتـعـلّـمـة، مُـهـتـمّة بالـقرآن وأصـول الـفـقـه، كـان أبـوه أحـمـد فـلاّحـا كـأغـلـب أبناء الـمـنطـقـة، حـيـث واحــاتُ الـنّـخـيـل، وكـانـت أمّـه فـاطـنـة بـجـاوي امـرأةً صـالـحـة، مِـن بـيـت عـلـم وفـقـه وديـن، أدخـلـه والـده زاويـة الشّــيـخ سيدي محـمـد بـن عـزوز الـبــرجـي  وبـمـسـجـد الـشـيـخ حـفـظ الـقـرآن الـكـريـم في سـنٍّ مُـبـكّـرة على يـد الـشّـيـخ عـبد الـرّحـمـن حـضـــري بـن حـمـيـدة، ولـمّـا ظـهـرت عـلـيـه مـلامـحُ الـفـــطـنـة والـنّـبـاهـة والـتّـمكّن، كُـلّـف بـتـعـلـيـم الـقـرآن فـي نفـس الـمـسجـد تـحت إشراف خـالـه الـشّـيـخ أحـمـد بـجـاوي، وكـان قـد أبـدى حـيويّـة فـي الأداء بـتـحـكّـم واقـتـدار، بـالـرّغـم مِـن صـغـر سـنّـه.

انتقالُه إلى الزّاوية العُثمانيّة:

ولـمّـا كـان لـه رصـيـده من عـلـوم الـدّيـن والـقـرآن، وأحـبّـهـا وشُـغـف بـهـا رغـبـتْ نـفـسـه في الاسـتـزادة، فـتـوجّـه إلى الـزّاويـة الـعـثـمـانـيّـة (سيدي علي بن عمر) بـِـ ـطـولـقـة لإتـمـام تـعـلـيـمـه في الـفـقـه والـتّـفـسـيـر وعـلـوم الـقـرآن والـشّـريـعـة، فـكـان لـه ذلـك، وعلى يـد الـشّـيـخ عبد اللّه الأخـضـري والـشّـيـخ مـحـمـد الـمـدني بـن أحـمـد بـن علي بـن عـمـر، فـصـلُـب عـودُه واشـتـدّ سـاعـده. 

نشاطه في جمعـيّة العلماء:

ولـمّـا اجـتـمـعـتْ فـيـه أنـبـل صـفـات الـعـلـم والـدّيـن والـثّـقـافـة والـوطـنـيّـة وكـانـت قـد بـرزت جـمـعـيّـة الـعـلمـاء  الـمـسـلـمـيـن، فـانـخـرط بـهـا كـعـضـو عـامـل عـامَ 1933م، وكـان مـتـابِـعـاً لـهـا في كـلّ نـشـاطـاتـهـا، مّـشـتـركـاً في مُـخـتـلـف جـرائـدهـا كـالـبـصـائـر والـشّـهـاب، وكـان يـحـضـر اجـتـمـاعـاتـهـا الـمـحـلّـيّـة ببسكرة والـجـهـويّـة بـقـسـنـطـيـنـة والـوطـنـيّـة بـالـعـاصـمـة.

 محطّـةُ الـعِلاج والـفرَج:

في عـام 1935م أصـيـب الـشّـيـخ بـمـرض في عـيـنـيْـه، حـرمـه نـعـمـة الـبـصـر إذ كـفّ مـدّة، فـسـافـر إلى الـعـاصـمـة طـالـبـاً الـعـلاج والاسـتـشـفـاء، ونـذر إلى ربّـه أن يُـعـلّـم الـقـرآن مـجّـانـا بـعـد شـفـائـه، وخـلال إقـامـتـه الـعـلاجـيّـة بالعـاصمـة كـان يـتـــردّد عـلى نـــادي الـتّـــرقّــي، لـيـربـــحَ وقـتـاً يـسـتـــمْـتـــع فيـه بـالاسـتـمـــاع إلى الـشّـيوخ الأفـاضـل: عبد الحميد بن باديـس، العربي التّـبسي، والطيب العقبـي...

مرحلةُ التدريس:

وبـعـد أن مـنّ اللّه عـلـيـه بـأن ردّ لـه نـعـمـة الـبـصـر، رجـع قـافـلاً إلى مـسـقـط رأسـه بـلـدة بـرج بـن عـزوز لـيـعـلّـم أبـنـاءها القـرآن الـكـريـم مـجّـانـاً، وكــانـت لـه طـريـقـتـه الـمـتـمـيّـزة في الـتّـحـفـيـظ الـصّـحـيـح بـتـدريـب طـلـبـتـه عـلى قـواعـد الـتّـرتـيـل والـتّـجـويـد، ودعـمـاً للـزّاد الـمـعـرفـيّ كــان يُـقـدّم لـهـم دروسـاً في الفـقـه والـشّـريـعـة، وقـواعـد اللّـغـة الـعربـيّـة، كمَـتْـن الآجـرُّومـيّـة، والمرشد المعين لابـن عـاشـر، وقــد أخـبـرنـا بـعـضُ طـلـبـتـه مـنـهـم الـمـجـاهـد الـبـشـيـر شـريـف بـن الـمـولـود قـائـلاً: إنّ الـشّـيـخ الـطـاهـر شـريـف هـو الـذي عـلّـمـنـا مـخـارج الـحـروف، وقـواعـد الـتّـرتـيـل والـتّـجـويـد، كـالـقـلْـقَـلـة والإدغـام  والإمـالـة وغـيـرها.

مُعاملته لـلـطّـلـبـة:

كـان الـشّـيـخُ الطـاهـر مـعـلّـمـاً قـديـرا ومُـربّـيـا صـارمـاً، يُـهـذّب الـطّـباع ويـعـدّل الـسّـلـوك ويُـقـوّم الـلّـسـان، حـيـث كـان يـخـطـو بـتـلامـيـذه عـلى الـمـنـهـج الـتّـربـويّ الإسـلامـيّ بِـتُـؤدة وثـبـات، يـحـضّـهـم عـلى الـتّـعـاون والـتّـعـامـل بـاحـتـرام ويـحـثّـهـم عـلى الـنّـظـافـة والـطّـهـارة والـصّلاة، وكـان  وقـتُ صـلاة الظّـهـر يُـدركـهـم في الكّـتّـاب، فكـان في كـلّ مـرّة يأمر أحـدَهـم بِـأداء الإقـامـة للـصّـلاة، كـان يوصيهم بالـتّـخـاطُـب بـالـعـربـيّـة، والاسـتــقـامـة في السّـيْـر في الـطّـريــق والـتـــزام الـيـمـيـن وكـان يـراقـبـهـم في الـزّاويـة وخـارجَـهـا، كـمـا كـان يـحـرص عـلى غـرس الـشّجـاعـة الأدبـيّـة فـي تـلامـيـذه مِـن خـلال تـحـضـيـره لـهـم للاحـتـفـال بـالمـولـد الـنّـبـويّ الـشّـريـف، بـالمـدائح الـنّبـويّـة والقـصـائد الـدّيـنـيّـة والـخُـطـب.

مِـن طـلَـبةِ الـشّـيـخ:

. الـمـعـلّـم الـمـتـقـاعـد الـطـاهـر لـحْـرش بـن عـمـر أطـال اللّه عـمـره.
. مـحـمـد لـعـجـال بـن الـعـربـي، وكـان مـسـاعـدَه الأوّل في تـحـفــيـظ الـقــرآن ذلـك لـحـفـظـه وكـبـر سـنّـه.
. مـحـمـد حـضـري بـن الـمـداني مُـسـاعـدُه الـثّـاني لـحـفـظـه وخــفّـتـه وذكـائـه وسرعـتـه في الــتّـنـفـيـذ، وحـدّثـنـي بـنـفـسـه قـائـلاً: حـفـظـتُ الـقـرآن عـلى سـي أحـمـد حـضـري بـن ابـراهـيـم ثـمّ جـئـتُ إلى الـشّـيـخ الـطّـاهـر لأصـحّـح قـراءتي وأقـوّم لـسـاني فـي حـفـظِ  الـقـرآن.
. الـمـجـاهـد الـمـرحـوم عـلي شـريـف بـن مـحـمـد ( ابن أخيه).
. الـمـثـقّـف الإعـلامـي الأسـبـق عـلي لـحـرش بـن الـمـبـروك أطـال اللّه عـمـره.
. المـجـاهـد الـمـرحـوم والـمـعـلّـم الـفـقـيـه، مـحـمـد شـريـف بـن الـطـاهـر(نجله).
. الـشّـيـخ الـمـرحـوم مـحـمـد بـجـاوي بـن الـحـاج، كـان إمـامـاً بـأحـد مـسـاجـد مـديـنـة عـيـن تـمـوشـنـت.
. الـشّيـخ الـبـشـيـر بـسـعـودي بـن أحـمـد بـن الـسّـايـح الـمـقـيـم بـمـكّـة الـمـكـرّمـة أطـال اللّه عمره، وكـان والـده أحـمـد بـن الـسّـايـح مِن أكـثـر جُـلاّس الـشّـيـخ.
. الـشّـيـخ الـطـاهـر عـمـراوي بـن الـهـامـل أطـال اللّه عـمـره.
. الـشّـيـخ الـسّـعـيـد حـايـف بـن الـبـشـيـر أطال اللّه عـمـره.


الإدارة الـفـرنـسـيّـة تـوقـف نـشـاطَـه الـتّـعـلـيـمـيّ:

لـمّـا أحـسّـت الـسّـلـطـةُ الاسـتـدمـاريّـة، بـأنّ الــشّـيـخ لـم يـقـتـصـر نـشـاطُـه عـلى الـتّـعـلـيـم وتـحـفـيـظ الـقــرآن، وأدركـتْ أنّـه يُـلـقّـن الـطّـلـبـة الـرّوح الـوطـنـيّـة والـدّفـاع عـن الـوطـن، الأمـر الـذي أزعجـهـا، فـأمـرتـه الإدارة الفـرنـسيّـة عام 1956م بـالـتّـوقّـف عـن الــتّـعـلـيم.

الـشّـيـخ عـلى مِـنـبَـر الـمـسـجـد:

لـم يـجـد شـيـخـنـا بُـدّاً مِن أن يُـنـشـئَ جـبـهـةً أخـرى، ومـنـبـراً آخـر في مسجد الـشّـيـخ مـحـمـد بـن عـزوز، لـيـلـقـي فـيـه دروس الـفـقـه والـتّـفـسـيـر، فـكـان رحـمـه اللّـه مُـربّـيَ الـصّـغـار ومُـصـلـحَ الـكـبـار.

عـلاقـتـه بـمـجـتـمـعـه:

كـان الـشّيـخ الـطـاهـر شريـف رجـلاً ربّـانـيّـاً مـسـتـقـيـمـاً وقـوراً مُـهـابـاً مُـطـاعـا يـمـدُّ الـيـدَ  الـبـيـضـاءَ عـونـاً وكـرمـاً وسـخـاءً للـفـقـراء والـضّـعـفـاء والأيـتـام، كـان قـبـلـةً لـلمـسـتـفـتـيـن والمـتـخـاصـمـيـن، واقـفـاً ضـدّ الـبـدع والـشّـعـوذة والـخـرافـات كـان يّـحـارب الـحـمـلات الـتّـبـشـيـريـّة، إذ كـلّمـا نـزل بـالـبـلـدة بـعـضُ الـمـبـشّريـن الـمـسيـحـيّـين، تـصـدّى لهـم مُـحاوراً بـلـطـف ولـين، حـتّى يـصـدَّهـم بِـيـسـر وإقـنـاع ولـم يـغـفـل عـن واجـبـه الـثّـوريّ، ولـم يـقـتـصـر دوره في ثـورة الـتّحـريـر الـكـبـرى على نُـصـح الـشّـباب وتـشـجـيـعـهم وتـوجـيـهـهم لـلـدّفاع عـن الـوطـن واللّغـة والـدّيـن بـل كـان يُـشـارك بـأمـوالـه الـتي كـان يُـرسـلـها إلى المـجـاهـديـن الأحـرار، كان يـحـبّ  رجـال الـثّـورة والأدب، وعـلى رأسـهـم الـشّـاعـر مـحمـد الـعيد آل خـلـيـفـة حـيث كـان مـن حـيـن لآخـر يُـردّد بـعـض قـصـائـده، وكـثـيـراً مـا كـان يُـرى وهـو يـقـرأ تـفـسـيــر الـشّـيـخ بـيّـوض. 

مِن مَـواقِـفـه:

* حـدّثـنـي أحـد طـلـبـتـه الأفـاضـل قـال: فـي الـفـتـرة الـتي كـنـتُ تـلـمـيـذاً عـنـده أخـذنـي والـدي مـرّة إلى الـسّـوق فـتـغـيّـبـت ذلك الـيـوم، وفـي الـيـوم الـمـوالي دخلتُ الـكُـتّـاب كـعـادتـي، فـدعـانـي وسـألـنـي، أجـبـتُـه بـارتـيـاح: أخـذنـي أبي إلى الـسّوق قـال: ارجـع وادعُ أبـاك، ولـمّـا جـئـتُ مـع أبـي ودخـلـنا عـلـيـه، تـوجّـه نـحـو الـوالـد سـائلاً بـنـبـرة غـضـب ولـوم: لِـمَ أخـذتَ الطّـفـل إلى الـسّـوق؟ طـأطـأ أبـي ولـم يـنْـبِـس بـبـنت شـفـة، والـشّـيـخ مُـسـتـرسِـل في اللّـوم والـعـتـاب، وأخـيـراً حذّره قـائلاً: إيّـاك أن تـأخـذه مـرّة أخـرى إلى الـسّـوق وتُـعـطـلّـه عـن الـحـفـظ والـتّحصيـل.

* زار مـرّة إحـدى الـقـرى الـقـريـبـة كـعـادتـه فـاسـتـضـافـه أحـد أبـنـائـهـا، وكـان يـعـرفـه تـمـام الـمـعـرفـة فـأجـابـه، غـاب الـرّجـل هـنـيـهـة ثـمّ عـاد بـشـيء من الأكـل والشّـراب، وقـدّم لـه لـبَـنـاً فـاعـتـذر الـشّـيـخ عـن تـــنــاولـه، ألـحّ الـرّجـل، سـألـه الـضّـيـف: مِـن أيـن لـك هـذا اللّـبـن؟ أجـاب: مـن عـنـدي، مـِن عـنـزاتـي عـنـدهـا قـال الـشّـيـخ:  أعـرف أنّـك لا تـمـلـك بـسـتـانــاً ولا حـشـيـشـاً، أُحْـــرج الـرّجـلُ وسـكـت... عـنـدئـذٍ قـال الـشّـيـخ: هـذا اللّـبـنُ حـرامٌ لا أشـربـه.

* وكـان مـرّةً في الـبـسـتـان وكـان مـعـه أحـد الـفـلاّحـيـن وفي يــده مِـحـشّـة مِنـقّـة ( آلـة يـدويّـة صـغـيـرة لـقـطـع الـحـشـيـش) أخـذ الـفـلاّح يُحـدّثـه عـن الـمـرأة ويُـعـبّـرُ عـن رأيـه فـيـهـا بـكـلّ مـا يَـشـعُـر ويـحـسّ، والـشّـيـخ يـسـتـمـع فـي صـمـت، إلى أن قـال لـه: يـا شـيـخ ! لـمـاذا الـمـرأةُ عـوجـاء؟ فـضّل الـشّـيـخ أن يُـجـيـبـه وِفْـق عـقـلـه ومـداركـه، فـقـال سائـلاً: مـا هـذا الـذي فـي يـدك؟ قـال: مـِحـشّـة قـال أهـي مـعـوجّـة أم مـســقـيـمـة؟ قـال الـرّجل: مُـعـوجّـة قـال الـشّـيـخ: مـا رأيـك لـو كـانـت مـسـتـقـيـمـة، هـل تُـؤدّي عـمـلـها؟ فـبُـهـتَ الـرّجـل فـقـال: الـشّـيـخ: هـكـذا هـيَ الـمـرأة عـوْجـاء لـتُــؤدّي دورهـا.

انـتـقـالُـه إلى مـديـنـة طـولـقـة:

بـعـد أن تـقـادم مـسـكـنـه بِـبرج بـن عـزوز، وكـان قـد رجـع ابـنـه مـحـمـد مِـن الـعـاصـمــة حـيـث كـان يــشـتـغـل مـعـلّـمـا بـهـا، وبـــدا لـهـــذا الأخــــيـر أن يـغـيّــــر الـمـسـكـن الـقـديـم، فـارتـأى أن يـكـون فـي مـديـنـة طـولـقـة، وانـتـقـلـت الـعـائـلـة وعـلى رأسـهـا كـبـيـرهـا الـطـاهـر، وَكـان ذلك فـي شـهـر جـويـلـيـة عـام 1967م .

 وفاته:

أُصـيـب الـشّيـخ بـمـرض خـفـيـف (التهاب الحنجرة) عـلى إثـر حـمّـام سـاخـن كـانَ قـد أخـذه،  وذلك فـي شـهـر سـبـتـمـبـر مِـن عـام 1967م، ولـم يـدم مـعـه سوى يـومـيـن وتـوفّـاه اللّه لـيـلـة الـسّـبـت 09/09/1967م، بـمـديـنـة طـولـقــة ودُفـن فـي  مـسقـط رأسـه بـلـدة بـرج بـن عـزوز بـمـقـبـرة الـعـائـلـة، كـانـت  جـنـازتـه مـهـيـبـة حـضـرهـا جـمـع غـفـيـر مـمّـن يــعــرفــونـه مِـن مـواطـنـي ولايـة بـسـكـرة رحـمـه اللّه وغـفــر لـه، وجـــزاه كُـلّ الـخــيـــر عـن صـالـــح أعـمـــالــه، وأسـكــنــه الـفـردوس مـع الأنـبـيـاء والـشّـهـداء والـصّـالـحـيـن.
تكملة الموضوع

حمل كتاب تفسير كتاب الله العزيز للإمام هود بن محكم الهواري

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين


- كتاب: تفسير كتاب الله العزيز.
- تأليف: الإمام هود بن محكم الهواري الأوراسي الجزائري.
- تحقيق: بالحاج بن سعيد شريفي
- عدد المجلدات: 4 تم دمجها في ملف واحد لتسلسل الترقيم.
- رقم الطبعة: الأولى - 1410هـ / 1990م.
- الناشر: دار الغرب الإسلامي – بيروت، لبنان.
- حالة النسخة: منسقة ومفهرسة.

رابط التحميل


ترجمة المؤلف:

هود بن محكم الهواري (.. – بعد 250هـ / .. – 864م)

صاحب هذا التفسير هو الشيخ الإمام العلامة "هود بن محكم الهواري" الأوراسي وهو مصنف ضمن الطبقة السادسة من طبقات العلماء، الذين عاشوا في النصف الثاني من القرن الثالث الهجري، التاسع الميلادي، ينتسب هذا العالم إلى قبيلة هوارة البربرية التي كانت تسكن بطون منها ولا تزال بجبال الأوراس ونواحيها، بالمغرب الأوسط (الجزائر) الآن، نشأ وتعلم بمدينة تيهرت وكان والده محكم الأوراسي قاضي بها ومن أكابر العلماء في عصره فقد ولي قضاء مدينة تيهرت في عهد الإمام أفلح بن عبد الوهاب بن رستم (190240هـ).

ويعتبر هذا التفسير من التفاسير الأولى التي ظهرت في أوائل عهد التدوين، ومن أقدم التفاسير الجزائرية المعروفة وعلى الرغم من مكانة هذا التفسير إلا أنه لم يلق العناية المطلوبة وظل بالتالي أحد عشر قرناً منسياً مغموراً إلى أن ظهرت مخطوطاته المتفرقة في بعض الخزائن الخاصة، وهي خزائن لعلماء من القرون الأربعة الأخيرة، يحتفظ بها أبناؤهم، كما أن المصادر الإباضية القديمة هي وحدها التي أشارت إلى وجود هذا التفسير وذكرته بصفة موجزة جداً وهذا الإهمال الشديد من العلماء والمحققين هو الذي دعا "الحاج بن سعيد شريفي" إلى العمل على إخراج هذا التفسير بحلة جديدة منقحة ومصححة على أمهات كتب التفسير والحديث.

كما واعتنى بتخريج الأحاديث وبعزوها إلى مصادرها، هذا إلى جانب تدوينه مقدمة عامة عرفت بالكتاب وبالمؤلف وبمنهجه في التفسير، كما ودون تعليقات وخواطر أكد فيها على شمولية هذا التفسير، وعلى أنه شرح لتفسير "ابن سلام البصري"، وذلك لكثرة الترابط بين التفسيرين، هذا مع تأكيده على وجود بعض الفوارق والزيادات المضافة في تفسير الشيخ الهواري والتي قصد منها إيضاح معنى غامض، أو دحض شبهة، أو إسناد رأي إلى قائل.

وهذه أمور يجدها القارئ في أجزاء التفسير كلها، خاصة في تفسير آيات الأحكام، وهي زيادات هامة تدل على فقه واسع لدى المصنف الهواري وإدراك عميق لإسرار التشريع، أما عن منزلة هذا التفسير فيقول المحقق "بأنه يعد بحق أول مختصر لتفسير ابن سلام البصري، ولو لم يكن له من ميزة إلا أنه حفظ لنا تفسير ابن سلام في صورته الكاملة أو القريبة من الكمال لكفاه فخراً وفضلاً، لأن مخطوطات تفسير ابن سلام لا تزال ناقصة. وإذا ما قورن تفسير الهواري بتفسير ابن أبي زمنين فإنه يعتبر أقدم عهداً منه وأقرب إلى زمن المؤلف، وأكبر حجماً وأغزر مادة وأكثر فائدة، لأنه حوى من الآثار ومن الأخبار المفيدة مالا يوجد في تفسير ابن أبي زمنين.

مصادر الترجمة:

- أوراق جزائرية، و(الجواهر المنتقات) 219 ترجمة ابن هود، و(تاريخ التراث العربي) 1: 208 و(المجلة الأفريقية) عدد 100: 389، و(معجم أعلام الجزائر) 337 و 338 وكتاب (تفسير كتاب الله العزيز) لـ: هود بن محكم الهواري الطبعة الأولى 1990 تحقيق: بالحاج بن سعيد شريفي.
تكملة الموضوع

.
مدونة برج بن عزوز © 2010 | تصميم و تطوير | صلاح |